الجمعة، 19 أبريل 2013

يوم من أيام حياتى


أمور قد راقت ببالي ، وذكريات قد احتفظ بها العقل ، حين رفضها القلب ،لتتخذ من العقل مكانا لها، تمكث فى احدى اركانه، ولا تستطيع حقا ان تمحوها فتظل معك تلك الذكرى الأليمة ،والتى حين تتذكرها تفيض عينيك منها... حقا أنها ذكرى ... ذكرى مؤلمه.
حين تستدعى تلك الأمور التى قد يصاحبها اضطرابات نفسيه ، والتي لم إستطع أن أعبر عنها الا بكلمات تركتها اليكم ،لتحكى المضمون ولكنها على أى حال لن تعطى لكم نفس الإحساس الذى كنت اشعر به ...
حينها أسرعت الى أمي وقد أصبت بالذهول حين رأيتها لم تستطع أن تتنفس ... حقا أنه موقف صعب ! أصعب ما مررت به فى حياتي حينها كاد قلبي أن ينخلع ، فذهبت اليها مسرعة لا ادرى ماذا أفعل؟ أأحضر الطبيب ؟! أم ماذا ؟! 
أول مره فى حياتي ارى أمي على هذه الحاله .. وقد توقف عقلي عن التفكير من هول ما اراه ،وأصبح كل ما أفعله أن أطمئنها بكلمات لا أدرى كيف خرجت من فمى ،ولا أدرى ماهي تلك الكلمات حقا...
حينها صرخت فى أختي لكي تتصل بأبى ظنا منى أنه فى العمل ولكنه كان نائما فى المنزل ، رغم أنى كنت اعلم ولكن من هول ما اراه  وفاضت عيناى وانا بين أن تعيش أمى أو أن....
حينها أردت أن اقول لها "لا ترحلى ... لا ترحلى الان أرجوكى... مازلت أحتاجك بجانبى أحتاجك ف هذه الدنيا.. لا استطيع العيش بدونك ولا استطيع أن أتخلى عنك يوم ما "...
وكان أبى ف المنزل فجاء مسرعا الى الغرفه ووجهه يمتلأ بالتعبيرات ما بين شفقه وحزن ، خوف و قلق ،فأسرع اليها وهو يضع يده عليها ليطمئنها ، ويقوم بعض الحركات التى قد تتيح لها التنفس ، ولكنها أستمرت على حالتها ، فلم أتحمل ما أراه فذهبت الى الريسبشن ... وأنا لا أصدق ماحدث ،فتضرعت الى ربى ورفعت له يدى وقلت له" مالى سواك يالهى فلا تتركنى ... يامن تجيب دعوه المضطر أجب دعوتي "...
وكيف ألجأ الى الله ويتركنى وهو الكريم وكيف أرفع له يدى ويخذلنى وهو العظيم ،وهو الذى يجيب دعوه المضطر ،الهى قد عجز لسانى عن مدحك ، وشكرك فأنت الالهه وأنت الكريم وأنت الرحيم وانت ذو العرش العظيم ...
حينها بدأت أمى أن تأخذ نفسها ، وبدأت تقل الأصوات ، وتهدا الأمور وبدأت اسمع صوت أمى من جديد ، ليزيل عنى جزء من الخوف الذى ملأني.
ماذا لو رحلت أمى ؟ تدرون ... كنت ربما أرحل معاها .. او يصبنى الجنون لأرتمى بأحدي المستشفيات أو ربما يصبنى مرض يعجز الأطباء عن علاجى منه ، أو ربما أعيش حاله من الإكتئاب ولا أستطيع أن أتخلص منها ، على اي حال أن عشت لن أعيش حياه سعيده أبدا...
أدركت حينها ... أن بداخل بيتنا "جوهره" .... "لؤلؤه" من ماس لا تساوى كنوز الدنيا حضنها ولا تساوى أموال الدنيا بسمتها ...
حقا أنها أبهى عطاء الله ... أوجدها فى حياتنا لتدخل البسمه علينا وتريحينا من الالام وهموم الدنيا...
فان كانت حبا فهى أجمله ، وان كانت عطاء فهى أفضله ،وان كانت احتواء فهى أكمله ، فعطاؤها لا يعرف له قانون ،ولا يرتكز عليه نظام ، ولا يركن اليه منطق ... فحقا أنها دره .. حقا أنها الأم..